pazzo
المساهمات : 21 تاريخ التسجيل : 16/01/2008 العمر : 38
| موضوع: قصة قصيرة الجمعة يناير 18, 2008 5:30 am | |
| قصة قصيرة
في زمن لا يخلو من الظلم و الحروب و المجاعة عاشت فتاة جميلة تدعى ( نور ) ، و لكنها ـ و للأسف ـ نالت نصيبا من ظلم العالم و حروبه ، فباتت فتاة مقعدة ، لذا فإنها تمضي حياتها في غرفة مغلقة توحي باليأس ليس بها سوى سريرها الخشبي القديم الذي يطل على نافذة صغيرة لا يكاد النور يتسلل منها ليحيي الغرفة التي هي ميتة لا محالة ، و كرسيها المتحرك الذي يوحي بالجمود ، و كتبها التي لا تكاد عينيها تفارقان صفحاتها الصفراء التالفة ، و حيث كان الخيال و الأحلام هو سبيلها الوحيد لتحقيق أمنيتها بالمشي على قدميها ، يا لها من مسكينة فقد حرمت من الخروج لاستنشاق النسيم المنعش العليل ، أو من المشي حافية القدمين على العشب الأخضر الطويل ، أو حتى من مشاركة أقرانها في ألعابهم الطفولية البريئة ذات النشيد الجميل ، لذا ليس لها سبيل سوى الرضا بهذا القدر ، و التوكل على الله الواحد الجليل . و عندما أطل الليل بصمته و ظلامه الرهيب ، جلست نور على السرير بالقرب من النافذة تتأمل لوحة الليل الأخاذة بنجومها الوهاجة و قمرها الأصفر الحالم و شهبها التي تظهر الواحدة تلو الأخرى ، و بينما هي تتأمل هذا المنظر الخلاب طار بها عقلها إلى مكان بعيد و جميل حيث كانت هناك الشمس تعزف على أوتار الأمن و الصحة و السعادة ، و الطيور ترفرف و تزقزق و تبهر العينين بألوانها الجذابة ، و حيث أصبح الليل ملك النور ، و غدت البيداء جنة الزهور ، و أمسى الظلم في سجن مهجور ، يا لها من أرض رائعة ، قالتها نور و هي تجوب هذه الأرض في مخيلتها . أخذت نور تمشي و تمشي و قدميها تقودانها نحو القدر المجهول بينما كانت ترنو بعينيها المناظر الطبيعية الخلابة على جانبيها ، شلالات عظيمة تتساقط من أعالي الجبال على جانب ، و ورود متنوعة الألوان و العبير على الجانب الآخر ، فجأة اصطدمت نور بجدار خشن الملمس ، تأملت المكان الذي اصطدمت به ، لقد كان قلعة في غاية الجمال و الروعة ، قلعة بدت من الواضح أنها مهجورة منذ زمن بعيد ، كان بها شيئاًً خاصاً ، شيئاًََ مميزاًً أثار فضولها و أجبرها على المخاطرة بدخول هذه القلعة المبهرة ، فتقدمت نحوها حتى وصلت إلى باب نحاسي كبير ، خيل إليها حينها أن حارسين ضخمين يقفان بجانب هذا الباب ، لكنها لم تكترث ، فدفعت الباب برفق و جعلته مفتوحا ليدخل منه الضوء ، رغم أنه لم يكن من داع لذلك ، إذ توجد العديد من النوافذ الكبيرة التي يتسلل منها الضوء ، أيقنت نور هذا الأمر فأغلقت الباب على الفور ، ثم ارتجفت في شيء من الانفعال ، ها هي في الداخل ، أخذت تمشي على سجادة حمراء اللون ممتدة من الباب حتى الدرج الكبير ، و بينما هي تمشي نظرت إلى لوحة كبيرة لسيدة شقراء ترتدي الكثير من الحلي ، ترتدي الكثير منها لدرجة جعلتها تشيح بوجهها في اشمئزاز ، و خطر ببالها : هل يوجد من الناس من يمتلك هذه الثروة بينها لا يجد البعض الآخر لقمة عيشه ؟ ثم واصلت المسير على السجادة الحمراء الفخمة حتى وصلت إلى ممر طويل على جانبيه عشرات الغرف ، فدخلت غرفة شعرت بأنها قد ترتاح لها ، لقد كانت غرفة طفل ، فأشاع ذلك فيها سرورا أحمق لم تدرك سببه ، لفت نظرها في هذه الغرفة علبة سوداء متآكلة ففتحتها ، كان بها العديد من الدمى القماشية المهترئة ، فامتدت يديها و قبضت على إحدى هذه الدمى في لهفة ، فهي المرة الأولى التي تمسك بها دمية حقيقية ، و على الرغم من يقينها بتصرفها الخاطئ دست الدمية في جيبها ثم خرجت من الغرفة و واصلت اكتشاف هذه القلعة ، فجأة سمعت صوت باب يغلق ، لم تكترث قد تكون الرياح ، و لكنها عندما سمعت صوت باب يفتح قفزت هلعة فلا يمكن للرياح أن تفتح الأبواب ، أخذت نور تدور بشكل جنوني في جميع الاتجاهات فلم تدر ماذا تفعل ، ثم وقفت و هي تلهث ، و قررت معرفة من دخل ، فمشيت بطء نحو مصدر الصوت ، و بعد فترة شعرت بشخص ما يضع يده على كتفها ، فصرخت فزعة ، ثم التفتت لتجد رجلا عجوزا ، فازداد فزعها ، و حاولت الإفلات منه لكنه طلب منها عدم الخوف فهو رجل طيب ، و لن يضرها بشيء ، عندها شعرت بالاطمئنان و أخبرته عن قصتها و عن معاناتها مع الإقعاد ، تحدثا لساعات ، لقد كانت ساعات معدودة لكن تأثيرها امتد على طوال حياتها فقد حصلت نور من هذا الرجل الحكيم خلال هذه الساعات القليلة التي أمضتها برفقته على دواء سحري ذا مفعول عجيب ، لم يكن هذا الدواء مادياً ، بل كان دواءً معنوياً ، لقد كان هذا الدواء هو الأمل و عدم اليأس و التفاؤل و حب الحياة ، لذا فإنها عندما استيقظت من حلمها الرائع شعرت بأنها قد ولدت للحياة من جديد و أدركت بأن كل ما تحتاجه لمواجهة معركة الحياة هما سلاحي الأمل و عدم اليأس و سلاح الطموح و التفاؤل و السعي لتحقيق الأمنية ، كما أيقنت بأنها إذا لم تكن تمتلك قدمين لتمشي عليهما فإنها تمتلك يدين يمكنها أن تصنع بهما شيئا ينفع البشرية ، و أنها تمتلك عقلا يمكنها أن تخترع به أدوية تنقذ بها الإنسانية ، و مرت الأيام و انقضت السنون ، و أصبحت نور إمرأة شاء الله بقدره أن تكون إحدى أعظم كاتبات و مفكرات القرن الحالي على الرغم من أنها مقعدة ، فصارت نور نوراً للبشرية بعقلها الذي أمطر العالم بإنتاجاته المبدعة التي تنقذ كل يوم ملايين الناس من مرض اليأس ، و تأهلهم لمواجهة الحياة بنظرة التفاؤل و الأمل ، كما أنها غدت قدوة لأعداد هائلة من المقعدين و المقعدات اللاتي بثت في أنفسهن من روحها المعنوية ، و هي لا تزال تتذكر دور الرجل الحكيم في حلمها الذي قلب حياتها رأسا على عقب ، و جعلها تدرك أنه لا يأس مع الحياة و لا حياة مع اليأس | |
|
الشهيده المدير العام
المساهمات : 113 تاريخ التسجيل : 09/01/2008
| موضوع: رد: قصة قصيرة الجمعة يناير 18, 2008 5:47 am | |
| فعلا يا بازو لا حياه مع اليأس ولا يأس مع الحياه قصه جميله جدا واستمتعت جدا وانا بقرئها تسلم الايادى يا بازو | |
|